من يوم ما كنا صغار و كل ما احد يسألنا ايش حلمك يكون جوابنا بدون تردد تخصص معين، نكون معروفين بين الناس فلان بيدخل التخصص الفلاني، وتجي الصدمة الكبرى وتشاء الأقدار ان ما يكون من نصيبنا.. ولحظة قبولك بتخصص ما ترغب فيه ولا هو من ضمن خياراتك أشبه بالعقدة في المنشار خايف من اي فعل ممكن يقطع العقدة لانه امر مرتبط بمستقبلك ومصيرك، و كل الاشخاص اللي ممكن تسألهم بينقسموا وقتها لفريقين فريق " هذا الي ربي كتبلك هو، هو الي فيه خير لك " والفريق الثاني " اسعى لحلمك وكثير ناس حاولوا مرة واثنين وثلاثة لين ما وصلوا " كل واحد بيقول كلام على حسب تجربته بس هذا واقعك أنت !
في موقفك الموضوع يعتمد عليك كليًا ، وقرار مصيري مثل كذا محد يتحمل اعباءه غيرك ، لذا بنساعدك ؛ تحط النقاط على الحروف وتحزم امرك
قبل ما ابدأ اسرد تجربتي، في السنة التحضيرية كان القلق والتفكير مسيطر عليا، حلمي من وانا صغيرة حاليا ما بيني وبينه ألا سنة وما كنت متقبلة فكرت أني ما اكون من طلابه !
بعدها اكتسح سؤال تفكيري كيف الناس اللي دخلوا تخصصات ما كانت تخطر على بالهم ولا يشوفون نفسهم فيها هل مقتنعين ؟ كيف غيروا قناعتهم وفي فترة تكاد لا تذكر بجانب السنين اللي كان في نفسهم حلم معين؟ كيف وصلوا من مرحلة انا مستحيل أدخل أي تخصص ثاني لمرحلة الى الحمدلله على الطريق اللي وضعني هنا ، شّدني الفضول ورحت سألت المكافحين وكان جوابهم " التخصص الي كنت أبغاه كان وسيلة وليس غاية " بمعنى أن التخصص كانت رغبتهم فيه قوية لأنه كان وسيلتهم بتمكينهم لأهداف معينة، ما كانت رغبتهم في التخصص نفسه.
الزبدة تكمن :
* أول خطوة تخطيها هيا انك تحدد وجهتك أو سبب رغبتك في التخصص، ان كانت وسيلة او غاية.
* بس ممكن فيه مشكلة تواجه البعض وتخلي الواحد مو مقتنع بالتخصص غير موضوع الوسيلة والغاية، وهو عدم معرفته بالتخصص، ممكن يكون سبب ميول الناس لتخصص الطب مثلا كون معروف انت أيش بيكون دورك كطبيب وايش المترتب عليه، بس تجي مثلا لتخصص نظم معلوماتية قد ايش تعرف عنه؟ هل تعرف مدى احتياجه في سوق العمل ؟ المهارات الشخصية اللازمة لرواد المجال ؟ سلم الرواتب ؟ بيئة العمل و غيرها من المعايير... ) جميعها معايير لازم ندركها عشان نعرف التخصص مناسب لنا أو لا، وهنا تجي ثاني خطوة مطلوبة وهيا البحث والقراءة في التخصص من كل النواحي، و ممكن نكون مبادره أركانها انا و انت و نرشد تائهين.
- كيف اعرف اذا كان التخصص يناسبني ؟
بعد ما أحطت فيه من جميع النواحي و اكتسبت معلومات كافية، افكر هل التخصص يناسبني أنا شخصيًا مو يناسب امي و ابوي !
طيب انا أحب الحياة وأحب اخوض تجارب متنوعة ، ليه ادخل تخصص مناوباتة كثيره و دوامه يطلب جهد مضاعف و أعرف ان اولوياتي اهم وحياتي راح تتعرقل !
- رابعًا والاهم من تلك النقاط اسمح لنفسك بأن تنال جميع الفرص والخيارات وان كانت لديك فرصة واحده تشبث بها. الفرص لا تأتي ألا فرادى
وفي الختام ، المقياس الذي اقيس فيه نفسي، تختلف كفته عن كفت غيري وممكن أن تتأرجح... أهدى واحسم الامر بان كلتا الطريقين نور، ان وقع الخيار الاول " وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى"، وان كان الثاني " عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْر".
أعداد: اسراء متولي تحرير: نوف النهدي تصميم: اسراء متولي