تمر علينا أيام في سنين دراستنا الطويلة نفقد فيها الشغف، وممكن نسأل نفسنا هل نحن في المكان الصح؟ ولا ليتني أستخرت قبل اقدم في كلية الطب!
لا تخاف أنت مو لوحدك، أغلبنا مر بهذه التجربة و الأكيد انك تعرف احد سبق و عاش هالمرحلة بتفاصيلها، بعد تجربة شخصية لفقدان الشغف وتخطي هذه الملحمة تعلمت أن زي المفتاح لا ضاع له نسخة مركونه في درج الوالدة لازم الشغف يكون له "نسخة أحتياطية". بعض الأحيان لسبب او ثاني بتخسر بيناتك اللي في الجوال (تغير جوالك ، حصل فيه عطل، فايرس، أو ممكن يكون أتسرق…) وكذلك شغفك للأمور ممكن تخسره مع الوقت لأسباب كثيرة منها:
- طول المشوار
- المشاكل والتراكمات
- الضغط المستمر
- خسارة عزيز
- الخطة مو ماشية زي ما كنت مخطط
- الواقع مختلف مو مثل ما كنت متخيله في كلية الطب
والأسباب تطول عزيزي الطبيب في المستقبل ، لكن لازم يكون عندك ادوات مخبيها دائمًا لنفسك، راح أتكلم عن تجربتي لنسختي الأحتياطية وتقدر تقيس عليها.. سواءً بالإضافة او بالحذف حسب تصنيفك لأولوياتك في الحياة.
- علاقتك بربك: لعلها في النظرة الاولى تحسها أكثر شيء منطقي في الحياة لكن لابد من ذكرها. أتذكر أيام كانت كل الطرق أمامي مغلقة وما عندي الا ثقتي بربي وأنه ما راح يضيع لي تعب ولا راح يرد لي دعاء، والمفاجأة؟ شفت المستحيل بيحصل لي ، فلا تنسى أحسن وأول مكان تحتاجه هو سجادتك، دعاء بقلب صادق ،وخليك كلك ثقة بالله
- لدوافع والمؤكدات: بعضنا عنده صندوق في درج غرفته فيه صور وذكريات، كل ما أحس أنو الدنيا ضاقت فيه يفتحه ويشوف الذكريات ويبتسم. أحتاج منك يكون عندك هذه الصندوق داخل عقلك أو على ورقة مكتوبة في مكتبك، أكتب فيها ليش أنت أخترت كلية الطب وأيش الدوافع اللي بتقويك وبتخليك تستمر في سعيك والاسباب كثيرة (حبك للتخصص وحلم كبير نفسك توصل له، ثقة أهلك فيك وأنك تخليهم فخورين فيك، تحدي بينك وبين نفسك) أنا عن نفسي كان أكبر محرك يدفعني وصندوقي اللي أرجع له أخواتي
- شخص ينور لك طريقك في عز ليلتك: في رابع سنة لي كنت أخذت قراري بترك كلية الطب وكنت أحس أنو هذا مو المكان المناسب لي - كنت غلطان وقتها- كان عندي صديق -أكثر من أخ- سواء كل اللي عليه عشان أكمل وعمل كل شيء ممكن عشان يخليني أكمل وفعلا كملت فشكرًا يا أخي الذي لم تلده أمي اليوم أنا طبيب. وفي أيام ما كنت أبغى أطالع في المحاضرات ولا حابب أذاكر كان صاحبي يجي وما يسيبني و يشد بيدي أكمل. ممكن يكون هذه الشخص صاحبك في الجامعة، صديق قديم، أحد من أهلك وصدقني حتحتاجه في يوم "لا أحد يبقى مشرق طول الوقت"
- "الكمال في الجنة يا هتان": لعلها كانت أكبر عقبة كان لازم أتعلم أتجاوزها وكثير ناس ممكن يكونوا مثلي فكرة "كله أو لا شيء". فكرة أن يا أكون الاول او ما أبغى أكون في السباق، إما أكون من الأفضل أو لا أكون. حتى في الرياضة و هواياتي كانت مشكلة تواجهني. هذه الفكرة تقتل صاحبها، عادي أسعى ان تكون كويس وتكون الأفضل ولا تتوقف عن أنك تطور من نفسك، لكن لو ما كنت فلا تزعل ، لا تنسحب، ولا تكتئب.
- خلي لك هواية كمتنفس: بعض الأحيان فكرة الأنتاجية ألا متناهية مدمرة و متعبة و دائما حتصادف فترة في حياتك تغلط غلطة كبيرة وتقول في كل شيء تعمله في حياتك "أيش راح أستفيد؟" وتجهل أنه بعض الأحيان كونك أرتحت او أنبسطت باللي بتعمله هذه أكبر فائدة ممكن تجنيها، وهي الوقود اللي راح تكمل فيه رحلتك الطويلة. ممكن يكون متنفسك (كتابة، كرة سلة، لعبة تلعبها، ملاكمة، تتفرج فلم أو مسلسل، ، طلعة لطيفة مع صاحب قديم، أو حتى كاسة شاي وجلسة لحالك على البحر). وبعض الأحيان ممكن يكون متنفسك أهتمام بنوع من الأعمال بعيد عن الطب (تصميم، تسويق،تصوير، كتابة، إدارة) حلو أنك تجرب نفسك فيها بدون ما تضر أو تقصر في دراستك المهم لا تبخل على نفسك "ولنفسك عليك حق"
هذه أبرز النقاط اللي كانت ترجعني لنقطة الشغف أو تقدر تسميها النسخة الأحتياطية اللي دائما أرجع لها كل ما حسيت أني فارغ، ونصيحتي اللي اقولها دائما أحب أقولها لأي أحد بعد تخرجي "اللي ما طلع من كلية الطب الا بشهادة فهو ما طلع منها بشيء". لو ما غيرت فيك كلية الطب ولا عشت تجارب جديدة غيرت في شخصيتك وجربت تتواصل مع الناس وتنزل حملات وتجرب أشياء جديدة، يا طبيب المستقبل صدقني صدقني فاتك كثييير!.
متعة الطريق ليست بالوصول، بل بالمسافات والقصص اللي عشتها عشان توصل لنهاية الطريق. السعادة في يوم تخرجك صدقني ماهي في الورقة اللي أستلمتها يوم التخرج، لكن الورقة هذه كل ما تتأملها راح تفتكر الأيام اللي سهرتها، التجارب اللي خضتها، والناس اللي كسبتها واللي خسرتها، فلا تبخل على نفسك بالتجارب.
كتابة: هتان عارف تحرير: نوف النهدي، تصميم: اسراء متولي