في السنوات الأخيرة من دراستي الجامعية كانت تحتوي خُطتي الدراسية على عِدة مواد ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالزراعة وكانت بمثابة المرجع لي بعد ذلك في ممارسة هذه الهواية الجميلة ، و لعليّ أحسبها الدافع الخفيّ لدخولي لهذا العالم ، حيث أن المعرفة بدقائق الأشياء تجعل الشخص أكثر فضُولًا
و دافعية لإكتشاف هذا العالم عن قُرب و تطبيق كُل ما مرّ عليه من معلومات و حقائق على أرض الواقع .
في حين أن دراسة طبيعة و تكوين التربة و معرفة الميكروبات المُختلفة التي تسكُن التُربة تساعدنا على إختيار أنسب الوسائل و الطُرق لبناء هيكل صحي و متين يُساعدُنا على تهيئة بيئة مناسبة لتِلك الكائنات المتناهية الصِّغَر و الحفاظ على حيويتها و يلي ذلك معرفة الميكروبات التي تُسبب الأمراض و الآفات للنباتات و طُرق الحماية منها و معالجتها أيضًا في حالة إصابتها للنباتات ، وكل ذلك نعرفه من خلال مُقرر Viral, bacterial and fungal diseases .
لقب شائع بين أوساط المُزارعين يُطلقونه على كل من يزرع و يكبر الزرع عنده و ينمو بشكل مهول و خالي من الأمراض و الآفات, لكثره الجدل حول حقيقة و مِصداقية هذا اللقب دَعني عزيزي القارئ أُحلل معك الأسباب التي يُمكن أن نعتبرها عوامل ملموسة نستدل بها على ما يوصلنا إلى جوهر هذا اللقب و نقيس من خلالها مدى مِصداقيته .
الزراعة عالم شاسع و متفرع ، متنوع ، يختلف من ثقافة إلى أُخرى بل حتى من قارة لأُخرى و من مُنطلق هذا الإختلاف جاءت تفردات الطُرق المُتّبعة في عملية الزراعة ، ثم نضيف إلى ذلك اللمسات الخاصة التي يتفرد بها كُل شخص عن الآخر, و مقصدي حين ذكرت اللمسات الخاصة لكل شخص و التي تختلف تمام من مجموعة أشخاص إلى آخرين عنيت بِها حصيلة الخبرات و التجارب الفاشلة منها والناجحة ، وما يشملها من عدد مرات المُحاولات و التي قد تبدو للكثيرين مَصدرًا للإحباط و التراجع.. واثبتت الدراسات بأن النبات عموما يلعب دورًا كبير في تحسين نفسية الانسان انطلاقًا بإحساسه الدافئ إلى تجديد الهواء بشكل دائمًا
نعود إلى محور حديثنا ذكرت سابِقًا أن إتباع قواعد صحيحة و صِحّية يُقلل فُرص الفشل ، يلي ذلك البحث المُستمر عن المعلومات و كثرة التجارب و بِناء الخِبرات الشخصية يعود على الشخص بالكثير من المنافع ومنها ؛ أن يُصبح ذا معرفة واسعة بغالبية الأخطاء و المشاكل التي يُمكن تفاديها من أول بذرة يبذِرُها و حتى الطرق التي يحفظ بها حصاده لفترات طويلة.و بالتالي كان لقب " اليد الخضراء " مجازيًا ولا يعني تلون أياديهم باللون الأخضر ، و يرجع لِكون النباتات تنمو وتخضر عندما يزرعها هذا الشخص.
قبل أن أختم هذه التدوينة أحببت مُشاركتهم الطريقة الصحيحة لزراعة الشتلات الصغيرة :
في البداية نحرص على اختيار شتلة صِحِّية بمعنى كونها خالية من البهتان و إصفرار الاوراق و ما إلى ذلك ، ثم نحضر اصيص ( وعاء خاص يشبه الجرة إلى حد م ) اكبر من اصيص النبتة بمقدار الضعف فقط ، نحضر خلطة تربة بسيطة و غنّية و يمكن شرائها جاهزة ؛ بوتينق سويل ، برلايت ، يمكن إضافة القليل من سماد الدود لخلطة التربة .
نترك النبتة في مكان ظل بدون نقلها من اصيصها السابق لمدة 3 ايام حتى تعتاد على مكانها الجديد ، ثم يمكن بعد ذلك نقلها الى المكان المخصص لها 3 ايام اخرى ثم ننقلها إلى اصيصها الجديد بعد أن نملأه بالتربة المخلوطة سابقا ونحرص على ضغط الشتلة بشكل خفيف حتى نتخلص من فراغات الهواء ثم نسقيها بالماء بطريقة الغمر حتى يخرج الماء من فتحات الأصيص السُفلى .
دُمتُم بِوِدّ
كتابة : بُشرى الثبيتي، تحرير : نوف النهدي، تصميم : اسراء متولي