في يوم من الأيام وتحديدا في أول محاضرة في حياتي كطالب جامعي بدأت حكايتي في الليدرية، صحيت من دومي واتجهزت للدوام وخرجت في طريقي، ماكنت أدري عن المفاجأة اللي تنتظرني 😱
فجأة وأنا في الطريق الا الكفر يبنشر، وقفت على جنب ونزلت ألاقيه على الأرض ويلا يا عبدالله طلع عفريتتك وغير كفرك وكمل على طريقك على دوامك، دخلت المحاضرة متأخر طبعا وحالتي حالة وملابسي واضح عليها آثار المفاجأة، اعتذرت من الدكتور وطبعا ماصدقني 😂😂، من بعدها ولليوم صرت أخرج من بيتي قبل دوامي بوقت طويل احتياطا لأي مفاجأة غير متوقعة
من هنا تبدأ حكاية الليدر عبدالله، طلبنا الدكتور نسوي قروب واتس آب ويكون معانا فيه، وقال هل من متطوع يصير الليدر؟؟ 🤔
هنا عم الصمت في أرجاء القاعة وعبدالله كان أحد الصامتين، وفجأة يلتفت أحد الطلاب على عبدالله ويقول: تقدر تسوي القروب؟
جاوب عبدالله وقال: يب عادي، لكن ماكنت أدري إني حأتورط الورطة العظيمة اللي حأحكيكم عنها في تكملة المدونة
عدت المحاضرة الأولى وعبدالله يفكر نفسه ليدر لمادة وحدة فقط، ولكن في كل محاضرة كانوا دكاترتنا يقولوا رشحوا ليدر وزملائي يقولوا عبدالله طالما مسكت قروب المادة الأولى ف كمل في بقية المواد، وفعلا صرت ليدر أغلب المواد اللي كنت أدرسها
عدى أول أسبوع وثاني أسبوع بسلام، الين ماقرر عبدالله يروح يتبرع بالدم في المستشفى المجاورة للكلية، وهو يمشي للمستشفى يجيه اتصال مفاجئ من أحد الدكاترة يقولي عبدالله فينك الآن رئيس القسم يبغاك الآن ضروري، ما أنكر إن قلبي طاح وانفجعت وقعدت أفكر هل عبدالله مسوي مصيبة وهو مايدري؟
حاولت أعرف السبب ولكن دكتوري مارضي يرد يقولي، وبعد المكالمة لقيت رسالة منه في الواتس فيها رقم رئيس قسمي، اتصلت على رئيس القسم وقلبي يدق وكل الي حافظه وأفكر أقوله "والله ماسويت شيء 😭"، والي خرشني أكثر إنه مارد لا على إتصالي ولا رسالة الواتس 🌚
كملت طريقي للمستشفى وبدأت في إجراءات التبرع، ولما وصلت لقياس العلامات الحيوية كان ضغطي مرة منخفض 🫠، قالولي روح امشي شوية وتعالنا (طبعا في نفسي قلت دوبك تمشي لك 10 دقايق وضغطك منخفض ف أكيد ماراح يرتفع ويرجع طبيعي حتى بعد المشي)، وفعلا مشيت شويتين ورجعتلهم والضغط برضه مرة نازل وقالولي عبدالله ماتقدر تتبرع وراجع عيادة طب أسرة عشان موضوع الانخفاض هذا 😭 (الخوف والرعب لعبوا في عبدالله وفي ضغطه)
هنا رجعت للكلية وأول ما أدخل أحصل الدكتور الي اتصل علي في وجهي، سألته إن ان شاء الله الموضوع خير؟ قالي تعال معايا أوديك لرئيس القسم، هنا النبض بدأ يزيد وأحس قلبي بيطلع من صدري وخايف، أول مادخلت المكتب طلبني رئيس قسمي أعرف عن نفسي وأخذ رقم جوالي بدون مايقول السبب، طبعا كل ماله الخوف يزيد وبصوت مرتعش سألت: ليش طلبتني؟ 🤔
الجواب كان: دكتور فلان رشحك تكون ليدر دفعتك 🫡
فرحت وخفت وخرجت مهموم لأني ما أبغاها، بس خلاص ورطت
مشيت الأيام وجاء موعد أول مجلس استشاري طلابي للقسم، وفعلا طلبت من دفعتي يعطوني شكاويهم عشان أمثل رأيهم عند القسم، وكانت أغلب شكاويهم تتمجحور مرافق الكلية، المهم بدأ المجلس وبدؤوا ليدرز الامتياز يتكلموا والي بعدهم والمشاكل كلها كبيرة وعن المواد، هنا قررت أسكت ومشاكل الدفعة عرفت إن ماهو مكانها في هذا المجلس وخرشت مخروش أكثر بسبب الي سمعته في المجلس 😱
عدت الأيام وعرفت الهدف من المجلس وصرت أمثل دفعتي وأوصل صوتهم دايما وأبدا حتى لو كان رأيهم عكس رأيي الشخصي، ف المهم هنا إنك تمثل رأي الدفعة وتدافع عنه وتتجرد من كل رأي شخصي لك يعاكس رأيهم والحمدلله كانوا كل الدفعة مبسوطين من تمثيلي لهم لكن أنا كل شوية أقولهم بأنسحب من الليدرية والكل يقول والله لتكمل وكملت، وعلى هذا الموال كل سنة وشوفوني حأخلص امتياز وللآن محد رضي يمسك ليدر بدالي 😂😭
عدت السنة الأولى والثانية، وفجأة في الإجازة الصيفية يجيني إشعار "تمت إضافتك في -المجلس الطلابي بالكلية-" فكرة هذا المجلس إن من كل قسم يرشح ليدر واحد فقط يمثل رأي طلاب وطالبات القسم عند العميدة، وعادة يكون المرشح من سنة رابع أو امتياز، هنا انخرشت أكثر لأني كنت سنة ثالث وفعليا أول مرة ليدر صغير كتكوت يدخل هذا المجلس
شكرت رئيس قسمي على ترشيحه لي وكمان رده "تستاهل ياعبدالله وانت أول اسم جاء على بالي لما طلبوني أرشح أحد للقسم وفعلا انت قدها وتستاهل"، طبعا هنا كبر راسي وكبرت همومي معاه 😭، والحمدلله كملت سنتين كممثل للقسم في مجلس الكلية
بعيد عن القصة الغريبة هذي بأعطيكم كم نصيحة تفيد أي ليدر وتفيد الجميع:
*النصيحة الأولى:* كونك ليدر مايعني إنك غير عن زملاءك، بالعكس زيك زيهم لكن مع مسؤوليات أكبر، ف كون حريص دايا إنك تمثل رأيهم وتدافع عن حقوقهم، ولا تغلب رأيك الشخصي على آراءهم، امشي دايما على رأي الجماعة حتى لو كان مختلف عن رأيك، وقاتل وحارب في الدفاع عن هذا الرأي وأدي مهمتك على أكمل وجه
*النصيحة الثانية:* استشيرهم في كل صغيرة وكبيرة ولاتنفرد بالرأي بدون ماترجعلهم، وحاول تسمع منهم أول ووضح رأيك في الأخير عشان ما أحد يجاملك ويتحيز لرأيك، حتى في أتفهم الأمور زي تعديل وقت محاضرة ولا تقسيم برزنتيشن أو غيره، من تجربتي وخلال خمسة سنوات كنت دائما آخر من يصوت على قرار وآخر من يوضح وجهة نظره، بداية أسمع من دفعتي أو جميع الطلاب والطالبات إذا كان الموضوع لمجلس الكلية، بعدها أقول رأي
*النصيحة الثالثة:* خليك زي الفلتر، أحيانا الطلاب يرسلولك شيء يبغوك توصله لدكتور أو عميد أو رئيس قسم، ويكون أسلوب الرسالة وصياغتها غير مناسب وممكن يسبب ضرر للطالب، هنا دورك تعدل الصياغة مع الحفاظ على جوهر الشكوى بحيث توصل الهدف من الشكوى بدون ما أحد يتضرر بدون قصد، لكن كمان لازم تبلغ الطالب إنك عدلت صياغة الرسالة لأنها ممكن تسبب له مشكلة
*النصيحة الرابعة:* حاول دايما تقرب وجهات النظر لو كان في اختلاف في الآراء، احرص إنك تسمع من كل الأطراف وتاخذ تفاصيل دقيقة عشانها حتفيدك وقت تمثل رأيهم
*النصيحة الخامسة:* لو كنت تحس إنك قاعد تقصر في مهمتك ك ليدر أو بدأت تقصر في دراستك، هنا فكر تنسحب واترك المجال لشخص آخر (الليدرية ماهو منصب أو شيء يستاهل تتمسك فيه)
في الأخير يارب إن تجربتي تساعد أحدكم، وبحول الله دائما وأبدا كل ليدر يكون خير ممثل لدفعته ويكون قد المسؤولية
كتابة : عبدالله الجهني تصميم: إسراء متولي